

هل تذكر ؟
...مازلت اتساءل بعد كل هذه السنوات اين اضع حبك اليوم ؟
افي خانة الاشياء العادية التي تحدث كل يوم ؟ ام في خانة قصص الحب الكبيرة التي لا تنتهي ؟ ام في خانة الاشياء الخارقة هدية الكوكب الذي لم يتوقع وجودة الفلكيون ؟
كنت اظن انها اخر سنة من المعانات...اخر سنة من الالم...او حتى اخر سنة من التعب. تعبت و انا احاول لملمة اجزائي لأصنع بعضا منك... كنت اظن ان مزاجك السيئ.. عصبيتك قسوتك.. سببها خوفك على مستقبلنا..تعبك لأجل حياتنا..كنت اظن انها نتيجة تربصك البعيد عنا ... اه كم كنت غبية !
اعلم انك لن تعترف حتى لنفسك انك خسرتني..ستدعي انني من خسرتك ، و انك من اراد لنا فراقا قاطعا كضربة السيف ، فتفضل على حضوري غيابا طويلا ، و على المتع الصغيرة الما كبيرا ، و على الانقطاع المتكرر قطيعة حاسمة ...
ادعي بان كل شيء انتهى لكني ادرك في داخلي كما تدرك انت اننا لم ننته ..
***
هل تذكر شجرة الحب ؟ الشجرة التي احتوتنا طويلا ، كنت اتاملها و انا اجلس بقربك افكر في جمال تلك الشجرة...كنت اظن ان حبنا قوي بقوتها..صامد بصمودها...تمر عليها السنة...فصل الربيع...ربيع اللقاء و الدهشة...ربيع الحب...ربيع الامل...ربيع البدايات الجميلة كم كانت بدايتنا جميلة "مارس" ...فصل الصيف..صيف الغيرة و اللهفة...فصل الخريف...فصل لوعة الفراق...فصل الشتاء..فصل روعة النسيان...انها رباعية الحب الابدية...كم تربطها علاقة قوية بأوراق شجرتنا ....
تساقطت جميع اوراقنا.
..اخشى اننا انتهينا ...
***
تعتقد و انت تتخلى عن حب حياتك انك تتنصر لكبريائك ، فتتقبل الخسارات الفادحة لمجرد ربح التعدي ليس اكثر...هو جزء من رجولتك...رجولتك التي لا تليق بأحد سواك ، و كأنك خلقت من الرجولة و لا شيء غيرها. دائما كنت ..الغرور..الكبرياء..الثقة ، لكنك في لحظات حزنك القليلة يزداد سوادك سوادا..تخطا كثيرا حينها...تقتلني ...
***
اذكر اليوم الذي طلبت منا استاذة اللغة الفرنسية ان نكتب عن فارس احلامنا..ابتسمت حينها..اغمضت عيناي..رايتك...رايتك بكل تفاصيلك كنت امير.. اميري...فارس احلامي الذي انتظرته طويلا...لم ايئس يوما من الانتظار يا امير...كنت انتظر ان تأتي يوما..تمسك يدي و تاخذني الى مدينة الاحلام ..كنت انتظر ان تنتشلني يوما من وحدتي...طالما كنت وحيدة من دونك يا امير .
تذكرت يومها تفاصيلك ..تذكرت اللحظة التي احببتك فيها ..اول مرة اتامل عيناك ، يوم كنت تحاول استرجاع قبعتك منى بعد ان هددتك اني سأرميها من السطح ...نظرت لحظتها الى عيناك الخضراوتين ..لمعت عيناك برقة جارحة يا امير ..في كل مرة كنا ننظر الى بعضنا بهذا الشكل اشعر بحرارة تجتاح روحي ..ارى الحب في عيناك البريئتين ..كان فيهما دعوة لشيء ما ..كان فيهما وعد غامض بقصة ما... كان فيهما شيء من الغرق اللذيذ المحبب ..و ربما نظرة اعتذار عن كل ما كان سيحل بي بعد ذلك بسببك ...
***
اجمل لحظة في الحب هي قبل الاعتراف به ، كيف نجعل ذلك الارتباط الاول يطول..تلك الحالة من الدوران التي يتغير فيها نبضك و عمرك اكثر من مرة في لحظة واحدة ..و انت على مشارف كلمة واحدة .
...اتذكر كيف كان اعترافنا بالحب يا امير ؟
كنت قد خطوت خطوة واحدة في طريق حبنا ..خطوة واحدة..ثم وقفت مكانك تنتظرني ..كان كبرياءك يردك كلما حاولت دفع نفسك الى الامام ...كنت قد اتصلت بي قبلها بشهور ..لم اكن اعلم انك انت..كنت شيء من احلامي التي كنت اخشى ان لا تتحقق لم اكن اتوقع ان تتصل بي حينها . لم يكن كلامي معك اكثر من اسئلة ..من انت ؟...من اين لك برقمي ؟ ...و اقفلنا الخط ...اقفلت و لا اعلم اني كنت اتكلم مع حلمي ..حلمي الذي انام و اصحى به ..حلمي الذي انتظرته من سنتين .
لم ادرك يومها انك كنت المتصل إلا بعدما مرت شهور عديدة . كنت اراك من بعيد...كانت تجمعني بك صدف قليلة ..ما اجملها من صدف يا امير .
كنت في كل مرة المحك فيها اشعر بشيء يتسلل داخلي ، يدفعني الى الصراخ .. الاعتراف .. انا احبك ..فكرت كثيرا يا امير لكني لم اجد طريقة سوى ان ابعث لك رسالة و اسالك عن حبيبتك ..
كنت اكتب الرسالة و يداي ترتجفان ..كنت اموت خوفا من جوابك يا امير ..كنت اريد التقرب منك بأية طريقة ...انتظرت قليلا فوصلتني رسالتك ..كنت اخشى الرفض يا امير ..
كنت اخشى ان تحب اخرى لم يكن بوسعي حينها تقبل الامر ..كنت اعظم احلامي . فتحت الرسالة قرأت
" اخر فتاة تزوجت "
...دبت في قلبي مشاعر مختلطة ..ظننت حينها انك كنت تكتب بألم و قصدت انها ستكون اخر فتاة يا امير ...تألمت كثيرا حينها ...ارسلت لك
"كنت ساقترف خطا كبيرا لو تكلمت"
لم اعلم انك كنت خطئي الكبير يا امير ....مرت ساعات و انا انتظر رسالتك ..جوابك ..لم تجب ...ارسلت لك في وقت متأخر اخبرتك اني لم استطع النوم ...لم ترد علي حينها ...انتظرتك طويلا يا امير ..انتظرت حتى جف الصبر في عروقي فنمت و انا اتحسر .
...في الغد وصلتني رسالتك
-
"في ماذا كنت تفكرين ؟ "
-
"افكر في صديقتي ..تحب فتى منذ سنتين و لا تعلم كيف تعترف له بحبها اتجاهه "
كنت اقصد نفسي حينها يا امير ..كم كان صعبا علي الاعتراف ...بعدها بدقائق قليله ارسلت لي
-
" اتفكرين في صديقتك و تنسين من يحبوك ؟ انت تفكرين في نفسك و انت التي تحبين "
كنت تفهمني يا امير ، طالما كنت تقرا افكاري ..كانت ارواحنا متشابكة يا امير ...كلانا نفكر في الشيء نفسه...في الوقت نفسه ...نضحك للأشياء نفسها و نحزن في اللحظة نفسها..نشتعل و ننطفئ معا ... بعود كبريت واحد دون تنسيق او اتفاق ...هل تذكر ؟
حتى ذكرياتنا يا امير عندما كنت اتذكرها و اذكرك بها كنت تتفاجا ..تقول انك كنت تفكر في الشيء نفسه ..غالبا ما كنت تستفزني ...تقول لي ان كنت افهمك فعلا يجب ان اقول لك بما كنت تفكر الان ....و كنت دائما انجح يا امير ...هل تذكر ؟
...ارسلت لي يومها قلت لي انك لا تنجح في علاقاتك مع الفتيات ..لكنك تظن انك ستنجح مع فتاة واحدة ...كنت تقصدني يا امير ..حينها ارسلت لك
-
"بعد دقيقة تماما سأرسل لك رسالة اقول لك من الفتى الذي احب و ترسل انت و تقول لي من الفتاة التي تحب "
كانت الدقيقة تمر كألف سنة ...كم كانت طويلة تلك اللحظات يا امير ...كتبت لك حينها اني احبك و افكر فيك .. و ارسلتها امير .. ارسلتها و انا متأكدة انه ستصل رسالتك قي الوقت نفسه ...لكنك خدعتني ...خدعتني و لم تعترف بحبك لي إلا بعد ان قرأت رسالتي يا امير ..كنت ظالما من اللحظة الاولى ..كيف رضيت برجل خدعني من اللحظة الاولى ؟ ..كيف لم ادرك حينها ؟
كانت ربيع قصتنا يا امير ... قصة الاحلام
***
مرت الاحداث الماضية علي كالحلم ..شعرت و كأنني في لعبة ..لعبة ستنتهي و يعود كل شيء كما كان سابقا ..غاضبة انا و مقهورة ..خائفة و حزينة و موجوعة ..لكني ساكنة على الرغم من كل هذا الالم ..انتظر شيئا يحدث ..استيقظ كل يوم بانتظار امر سيحدث ...امر ينهي هذا الوجع يا امير ....
***
" حبيبك امير ..."
لن يكون لدي الوقت كي أنساك ابدا ...حتى و انا اتدرب ..حتى و انا اعمل ...حبيبتي انا رجل و سأظل كذلك ....سنكون مع بعض انشاء الله بعد ان اتخرج ..خمس و اربعين يوما و بعدها سآتي كل عطلة نهاية الاسبوع ، سنكون سعداء ...عندما تفكرين بي اعلمي اني احبك و لا استطيع العيش من دونك ..اريد ان تكوني امرأة من بعدي ..تصبري و تنتظريني ..سأكون بخير من اجلك ..من اجل حياتنا يجب ان افعل هذا ...انه تربص و سيمضي لن ابقى دائما على هذا الحال ..سيأتي يوما نكون فيه انا و انت مع بعض ..نكون سعداء و نتذكر هذه الايام ...اكتب الرسالة من قلبي و انشاء الله عندما اتي لأودعك في الليل لا تبكي ..لا تبكي امامي
احبك
هل تذكر هذه الرسالة يا امير ؟ هذه اخر رسالة استلمتها منك وأنت تودعني ..تودعني لتبني حياتنا ..لتحقق احلامنا ..وعدتني انك لن تتركني ...وعدتني اننا سنكون مع بعض ..فأين انا ؟ و اين انت الان ؟ الم ينتهي التربص بعد يا امير ؟ كم يلزمني من الوقت لأنسى ؟ كم يلزمني ؟ ... هل تذكر عندما جئت لتودعني ؟ برقت عيناك بالدموع حينها ..هل تذكر ؟ كنت رقيق جدا ..لم اراك يوما هكذا ...كنت اشعر بكل كلمة تخرج من اعماقك حينها ...قاومت دموعي ..تذكرت طلبك .. لم اريد حينها ان ابكي امامك مع اني كنت اصرخ...اتوجع في اعماقي ..كنت اتمنى ان تقول لي انك لن تبتعد عني ...لا قدرة لي على التحمل ..اريد ان اكون جانبك .
كنت تبكي حينها يا امير ..وعدتني انك ستعود ..تعود لتحقق احلامنا ..لكن الاحلام لم تصدق ..لم تصدق الاحلام يا امير .
***
هل تذكر اليوم الواحد و اربعين من تربصك ؟ كان عيد الاضحى ...كانت اول مرة اراك فيها بعد اربعون يوما من الانتظار ..
اه كم كانت تلك الايام صعبة يا امير!
..كنت اموت في كل مرة اخلد فيها الى النوم ..احتضن الدب الاحمر و اتقلب ساعات طويلة و انا اتالم ..دائما ما كنت وجعي يا امير ..كان صوتك اخر ما اسمعه ليلا ، و اول ما اسمعه صباحا ..كنت استيقظ مرات عديدة في الليل ..خائفة ...مفزوعة ..اتمنى سماع صوتك ..اسمعك تعدني انك لن تتركني ابدا ..لن يفرق بيننا حتى الموت يا امير..
هل تذكر عندما سجلت كلامك قبل ان تسافر ؟
سجلت لي انك تحبني ووعدتني ان نكون مع بعض ..وعدتني انك ستعود ..ستحقق احلامنا ..وعدتني انك لن تتركني ..لم تصدق الوعود يا امير ..لم تصدق ...
كنت اسمع التسجيل مئات المرات يوميا ..كنت اتحدث اليك ..ليتك كنت تسمعني يا امير ...خمس مرات يوميا ..هل تذكر ؟
انطلقت السيارة يومها ..في طريقها اليك ..كنت سعيدة ..قلقة ..افكر فيك ..كيف تكون ؟ هل تغيرت ؟ هل انت بخير ؟ هل اشتقت لي ؟ اشياء كثيرة خطرت ببالي حينها ...فكرت فيك طول الطريق ..كم كان طويلا يا امير ..
وصلنا عندك ..نزلنا من السيارة و جلسنا في تلك الغابة ..كنت اتامل كل شيء من حولي ..كنت اتامل تفاصيل المكان ..كأني كنت اتخيلك في كل شبر من تلك الغابة ..كنت اريد ان اراك .. انتهى صبري يا امير ..بعد مدة رايتك تجري تتجه نحونا ..تنادي اخوك الصغير ...لن انسى تلك اللحظة يا امير ..اتذكر ؟ امضينا اليوم مع بعض حتى الخامسة مساءا ..كنت اراقبك و انت تحكي لنا ..كنت اتمنى ان احضنك بقوة ..اصرخ في وجهك ..اضربك ..اخبرك كم انا بحاجة اليك ..الومك ..لماذا تركتني ؟ لماذا ابتعدت عني؟ ..الم تكن تعلم انك كل عائلتي ؟ لم تكن رجلا احببته يا امير ..كنت لي الدنيا بمن فيها ..كيف سمحت لنفسك ؟
***
اتدري ما الغريب في امري ؟ الغريب اني ارى طريقنا معا و كأني اطلع على خريطة ..ادرك ان طريقنا طويل ..طويل للغاية يا امير ..ادركت ذلك من اول لحظة بيننا ...هل تذكر كم تألمنا ؟ هل تذكر اننا حاربنا العالم لنكون مع بعض ؟ ..حتى الحب منعونا منه...وكأنهم كانوا يدركون انه سيدمرنا ...دمرنا هذا الحب يا امير....ليتنا استسلمنا حينها ..ربما كان الوجع سيكون اخف..ربما ما كنا سنتعذب كل هذا العذاب ..من يدري ؟ ..كنا اطفال حينها يا امير هل تذكر ؟ كيف كان يمكن لطفلين في ذلك العمر ان يحبا بتلك الطريقة ؟ ..كيف كان لطفلين ان يضحيا بتلك الطريقة ...كيف كان بإمكاننا ان نحارب من اجل الاستمرار ؟ غالبا ما يخطا الاطفال يا امير ..ترى هل اخطانا ؟
***
اذكر يوما انك اهديتني سمكة ...سمكة برتقالية ..جئت يومها الي و عيناك تبرقان يا امير ...نظفنا الحوض حينها ..زيناه بالأحجار الملونة و الصدف و شجرة ..ملاناه بالماء ..ووضعنا فيه السمكة ..جلسنا بقربها مدة طويلة نتأملها ..كنا مسرورين حينها ..كنا نراقب تلك السمكة و هي تتحرك داخل الحوض ..احسست حينها انها سعيدة ..مثلنا تماما ..لكن سعادتها لم تدم طويلا ..هل تذكر يا امير ؟ لأنك قتلتها ..تماما مثلما فعلت معي ..من شدة خوفك عليها ان تموت جوعا ..اطعمتها خبزا..لم يتحمله جسمها الضعيف ..ففارقت الحياة .
طوال الليل و انا اتامل السمكة يا امير ..كنت اشاهدها تصعد الى سطح الماء و كأنها تختنق ..لم افهم لماذا كانت تفعل هكذا ..هل كانت تختنق وسط الماء ؟ ايعقل ذلك ؟
خنقتها يا امير تماما مثلما خنقتني ...كنت مطواعة لك منذ البداية و هذا هو خطئي ..كان لابد ان اقاوم جبروتك منذ الايام الاولى لكني لم افعل ..اعرف اليوم ان سلوكك معي نتيجة لاستسلامي ..كان لابد ان اكون اكثر شراسة ...كان لابد ان اكون اكثر قوة ..كان لابد ان اقاوم اكثر .
...هل تذكر كم ضحيت من اجلك يا امير ؟ كنت في كل مرة اتخلى عن شيء مني ...احلامي ..مبادئي .. حتى الامل تخليت عنه يا امير ..فقط من اجلك ...لم افكر يوما ماذا اريد في هذه الحياة او ماذا احب كنت افكر ماذا انت تريد و ماذا تحب ..فقط كي اسعدك ..و يا ليتك كنت تسعد !
هل تذكر كيف كانت معاملتك لي ؟ هل تذكر كيف كنت تحدثني؟ هل تذكر قسوتك علي ؟ مع اني لم اكن املك سواك يا امير ..اعلم باني من منحتك الفرص في ان تذلني ..انا التي هيئت لك نفسي لتذقني من كل صنف من اصناف الاهانة و المذلة ..انا التي كنت على استعداد لان اتنازل عن كل شيء من اجلك ..فقط من اجلك لكن هل تذكر لماذا كنت تقسو علي ؟ لماذا كنت تجرحني ؟ لماذا كنت تلومني ؟ سأخبرك يا امير ...كنت تفعل هذا لاني كنت متعلقة بك ..تماما مثلما يتعلق الطفل بأمه ...طالما كنت تقول اني طفلة ..ولم تدرك يوما كم كنت بحاجتك ..في كل لحظة من لحظات حياتي يا امير ...لم اكن اتحمل البعد حينها .
هل تذكر عندما كنا نتكلم ساعات طويلة ثم تريد ان تقفل الخط؟ ..لم اكن ارضى ..كنت اترجاك ان تبقى معي ..ان لا تقفل ..لاني كنت بحاجتك يا امير ...اتذكر ماذا كنت تفعل ؟ كنت تقفل الخط في وجهي يا امير ..و كثيرا ما كنت تغلق الهاتف حتى لا ازعجك ..فتنام انت و انا اتالم طوال الليل ...فقط لاني بحاجتك يا امير ..كيف لم تفهم ذلك ؟
هل تذكر عندما كنت اطلب منك ان نلتقي كثيرا ؟ ..واتصل بك مرات عديدة حتى تأتي ..حتى اراك ..تقسو علي كثيرا حينها يا امير ..تقول اني ازعجتك ..و انه لديك اشياء اخرى لتفعلها ..اتذكر جيدا يوم كنا سنلتقي و كنت انتظرك في الشارع ..تأخرت كثيرا حينها ..فاتصلت بك مرات عديدة ..كنت اموت من الانتظار يا امير ...في كل مرة نلتقي فيها كنت انتظرك كثيرا ..اتيت حينها و كانت عيناك تشع غضبا ...صحت في وجهي ..لمتني لاني اتصلت بك مرات عديدة ..جرحتني كثيرا حينها ..طلبت منك ان لا تكلمني بهذه الطريقة ...اتذكر ماذا فعلت يومها ؟ ضربتني يا امير ..ضربتني ...اتذكر بعدها انك دفعتني بقوة ..طلبت مني ان لا اتبعك ..هل تذكر ؟ الى متى يا امير ؟ ..الى متى و انا اتفهم و اصبر و ادعم بلا مقابل و بلا نتيجة ...
غالبا ما كنت اختلق لك الاعذار و اصدقها ..اصدقها و انا مؤمنة تماما انها كذبة يا امير ..
هل تذكر عندما كنا نتحدث الى بعض في الهاتف ؟ كنت تبقى لدقائق طويلة صامتا ...لم تكن تنطق بحرف واحد يا امير ..كنت تجيب عن اسئلتي فقط ...و لا شيء غيرها .
حين اقول لك اني احبك غالبا ما تجيبني و انا ايضا ..فرق كبير يا امير بين انا ايضا و انا ايضا احبك ..شتان ما بينهما يا امير ...لا تدرك كم اشتاق لان اسمع احبك كثيرا . اه لو تدري كم احتاج لهذه التفاصيل ! ...اه لو تدري كم تؤثر هذه التفاصيل الصغيرة ! ..لكنك لا تدري ...غالبا ما كنت باردا معي يا امير .
لم اكن احلم بحب مثالي ..و لا ارجو علاقة اسطورية ..كل ما كنت اتمناه يا امير علاقة سوية ...يكسوها الحب و الحنان ..اه لو تدري كم كنت احتاج حنانك يا امير ..اه لو تدري !
***
كان من الاجدر بك ان تعلمني كيف انتهي ..تماما مثلما علمتني كيف ابدا يا امير ..
كيف تحملني بذراعيك لتدخل بي داخل البحر و ترميني في منتصفه لتعود ادراجك تاركا امرأة خلفك لا تجيد السباحة ..
امرأة كانت يوما حبيبتك ...
طالما كنت اخاف عليك من البحر يا امير كنت اطلب منك ان لا تبتعد ..ان لا تغيب عن نظري .... هل تذكر ؟؟
كنا في كل عطلة نهاية اسبوع نذهب الى البحر ...كنا نقضي اوقات جميلة ..جميلة للغاية يا امير ...
كنت اشعر و كأني زوجتك و نحن بين عائلتنا جالسين على الشاطئ ..
كنت انظر اليك لحظات طويلة و انا اتامل وجهك البريء ...
طالما كنت بريء يا امير ..كنت اتامل عيناك ..
كان في اعماقهما شيء من البراءة و الطيبة و الحب ..
من اين لك بالقسوة يا امير ؟ ..
غالبا ما كنت اشاهدك تساعد الناس ...
كل محتاج يمر في طريقنا ..
كنت اشاهدك و انت تبتسم للأطفال ...كلما كان يمر علينا طفل تتأمله ..تبرق عيناك ببراءة يا امير ..
لم اعرف احن منك يوما ..و لا اقسى منك ..الغريب فيك انك تتأرجح ما بين اقصى اليمين و اقصى اليسار ...لهيب النار و صقيع الثلج ..دائما ما كنت متطرف المشاعر يا امير ..تحرقني بنار عشقك احيانا ..و تلسعني ببرودة تجاهلك لي احيانا اخرى .
اتذكر يوم مشيت انا و انت على شاطئ البحر ؟ كنت اشعر و كأني انا و انت فقط في الكون يا امير ..لم اكن ارى سوانا يومها ...كنت اشعر و كأني اطير ..كنا نمشي و نكتب اسماء ابناءنا على الرمال يا امير ...لكن كنا نبتعد و نتركهم وراءنا ، كنت في كل مرة اشاهد الموج يمحهما ..لم يصمدا طويلا يا امير ...كنت اخشى عليهما .
اتذكر كم تخيلنا ابننا امير ؟ كنت تقول انه سيكون ابيض البشرة ...اخضر العينين ..سمين ..و جميل ..اذكر يوما انك ارسلت لي رسالة قلت فيها ان ابننا سيلعب معي ..سيشدني من شعري و اذني....هل تذكر ؟
كنا نتحدث عليه ساعات طويلة يا امير ..نتخيله بيننا ..كنت اقول انه سيكون مثلك تماما ..كنت اتمناه مثلك ...
اتذكر البدلة الزرقاء ؟ بدلة ابننا التي اشتريناها مع بعض ..تمنينا ان تكون اول بدلة يرتديها ...غالبا ما كنت اتاملها يا امير ...كنت اقول في نفسي ان ابننا محظوظ ..سيكون ثمرة حب كبير ..محظوظ لأننا نفكر فيه ...لأننا نحبه ..طالما كنت متأكدة انك ستكون ابا جيدا ...لم ارغب بخسارتك...واعرف جيدا بأنك و مع زهدك بعلاقتنا لم ترغب بخسارتي فلماذا خسرنا يا امير ؟؟
***
فتحت الصندوق الاحمر..صندوق الحب ..اتعلم ماذا فيه يا امير ؟ بقايا اشلاء حبنا الذي لم يمت ..و لن يموت ابدا ...وجدت الحجارة ..اتذكرها ؟
الحجارة التي اخذناها من البحيرة يوم عيد حبنا الاول ..
هل تذكر اليوم الذي اتممنا فيه سنة ؟ جلسنا انا و انت حينها ..تحدثنا ..كنا سعداء يومها ..اخبرتني انك تحدثت الى امك و انك ستخطبني ...كان اجمل خبر سمعته في يوم من اجمل ايام حياتي ..اخبرتني كم تحبني ..وعدتني ان لا تتركني ..اخبرتني انك ستحارب من اجلي ..لماذا فعلت هذا يا أمير ..لماذا ؟
اتذكر اننا اخذنا حجارتين ..اتفقنا ان نحتفظ بهما لنعود السنة القادمة و نغيرهما ...احتفظت بحجارتي يا امير ...حرصت عليها تماما كحرصي على حبنا ...كنت احتفظ بكل قطعة منك ..كل ما يتعلق بك يا امير ..كل شيء ...لكنك لم تحافظ على شيء ..ضيعت حجارتك يا امير ...تماما كتضييعك لحبنا ...ألا ترى ان ثمة علاقة كبيرة تربطنا بهذه التفاصيل الصغيرة ؟
***
حزني قاتم و روحي ساخطة , مؤمنة يا امير انك ذنبي ...ذنبي الذي لا قدرة لي على التكفير عنه ..
بإمكانك التخيل ان بعد كل ذلك الحب لم تعد سوى مجرد ذنب؟...
لا ادري كيف حدث هذا يا امير ..كنا قد اتفقنا على كل شيء ..و تذلل امامنا كل شيء ...كنا نستعد لنكون معا ..و نقضي ما تبقى من العمر معا ...ماذا حدث يا امير ؟؟ كيف سأكمل ما تبقى من عمري بدونك ؟ لن اتحمل يا امير ...لن اتحمل .. كنت روحي ..حياتي ..احلامي ...لم احلم بأحد غيرك يا امير ...
هل تذكر عندما كنت اتصل بك في ساعات متأخرة من الليل ؟
كثيرا ما كانت تراودني كوابيس ..احلم انك تركتني ..فاستيقظ من النوم مفزوعة ..لأدرك انه مجرد كابوس ...فارتاح
..اطمئن لأنك لم تتركني ..اتصل بك حينها ..اطلب منك ان تعدني بأنك لن تبتعد عني يا امير ..تقسم لي حينها انك لن تتخلى عني ..فارتاح و اخلد الى النوم ثانية ...هل تذكر ؟
اشعر و كأنني في كابوس الان يا امير ..انتظر ان استيقظ لاتصل بك فتطمئنني و تعدني انك ستكون بجنبي ..انتظر ان استيقظ يا امير لكن لا يحدث ان استيقظت ..اخشى انها حقيقة ..ايعقل ذلك ؟؟
***
قرأت يوما انه ثمة رجال لا تكسبيهم الا بالخسارة ...عندما ستنسيه حقا سيذكرك ...ذلك لأننا لا ننسى خساراتنا ..انت من هذه الرجال يا امير ...هل تذكر ؟
كنت في كل مرة تجرحني فيها بعمق ..اتالم ..اموت وجعا يا امير ..انطوي على نفسي ..فابتعد عنك ..ابتعد و انا متأكدة اني لن استطيع التحمل ..كنت اكابر ...اتحدى نفسي فقط كي انسى
..استيقظ كل صباح ..ادعي بأنه صباح جديد ..يوم جديد ..يجب ان انسى ...سأنسى ...
لكن هل تعلم شيئا يا امير ؟
كنت اتالم ..اعاني في كل يوم يمرمن دونك ..كل يوم يمر من دون ان اسمع صوتك ..في كل مرة يغلبني الشوق ..امسك هاتفي ..اكتب رقمك ..اود الاتصال يا امير ..اقول لك لا يمكنني تنفس الهواء من دونك ..لكن كنت اتوقف حينها ..اتعلم لماذا ؟
لاني كنت اعرف جوابك يا امير ..كنت اعلم انك ستجرحني اكثر ..ستؤلمني اكثر ...كنت اعلم انك لن تفهمني فكنت انتقم ...هل تذكر بماذا ؟؟
كنت استيقظ صباحا ..اتوجع ..اتالم ...فادعي انها بداية جديدة ..اقف امام مرآتي اتامل نفسي ..كنت ارغب ان ارى امرأة اخرى ..امرأة ليست كالتي تحب ان تكون ..
كنت ازين نفسي بكل ما تكرهه يا امير ..عسى ان اكرهك ..
اذكر يوما اني كتبت ورقة ..الصقتها في المرآة ..اتعلم ماذا كتبت عليها ؟؟
***
"بداية جديدة "
اتظن اننا قادرون على ان نبتدئ من جديد ؟ لكن البدايات الجديدة ماهي إلا كذبة نكذبها و نصدقها لنخلق املا جديدا يضيء لنا العتمة ..حاولت اكثر من مرة ان ابتدئ من جيد
..بعد كل خيبة امل ..كنت احاول لملة اجزائي لابتدئ من جديد ..
لكن لم يحدث ان نجحت يا امير . هل تذكر ماذا كنت تفعل بي حينها ؟؟
..
كنت ترجع لي بعد كل بداية جديدة لتحطم كل شيء ..كنت تعود بعد ان تشعر انك فقدتني ..انت لم تخف ان تفقدني و هذا ما كان يزيدك عبثا ..هذا ما جعلك اقسى ..متأكد انت من اني سأظل على الرغم من كل شيء ..واثق من تسامحي معك و من حاجتي اليك ..من رغبتي بك ...الهي كم يؤلمني هذا الاحتياج !
كنت تعود لتقنعني بالعودة , كنت تفعل كل شيء كي تسترجعني يا امير ..
تدعي حينها انك تحبني واني من لا افهمك..تختلق لنفسك الاعذار ...تبرر المواقف ..وتتهمني اني من اذنبت ..كنت اموت من الوجع ..من الحسرة ...اعتذر عن ذنب لم ارتكبه ..و لا تعتذر انت .
غالبا ما كنت اؤمن انه يجب الابتعاد عن رجل لا يملك شجاعة الاعتذار ..حتى لا افقد يوما احترام نفسي و انا اغفر لك اهانات و اخطاء في حقي لا ترى لزوم الاعتذار عنها ...غالبا ما كنت تخطا في حقي ..تحتقرني ...
في اوقات غضبك كانت تخرج منك كلمات كالرصاص يا امير ..تقتلني ..تدمرني ..تفتك بي يا امير ..فتفرغ فيا ضخيرتك من الكلام ...من الرصاص ..
هل تذكر كم كنت تجرحني ؟ هل تذكر الكلام القاسي الذي كنت تقوله ؟ غالبا ما كنت تسبني يا امير ..قتلتني ..قتلت نفسي يا امير ...لم اعد اشعر بالإهانة ..تعودت عليها ..لم تعد لي نفسا اخشى عليها ..قتلتني يا امير ..هل تذكر ؟؟
غالبا ما كنت اختلق لك الاعذار ..غالبا ما كنت ابرر تصرفاتك حتى في اوقات ضعفي ..في اوقات وجعي ..هل تذكر ؟ برغم كلامك القاسي كنت احاول استرجاعك ..اذكرك بحبنا...اترجاك ان تستوعب ما تقوله ..اترجاك ان تستيقظ ..ان تسحب كلامك ..لكنك كنت تواصل و تواصل ...لم تدرك انك كنت تقتلني ؟ الم تدرك كم كنت اتالم ؟
كنت تزداد قسوة و استبدادا كلما زاد ضعفي ..ومع هذا لم ايئس من محاولة استرجاعك يا امير..
دائما ما كنت اخشاك لكني لم اكن اشعر بالأمان الا معك ..
دائما ما كنت اعتقد انك ستكون معي ..بجانبي ..حولي ..بأي ظرف سامر به مهما كانت الظروف و الاحوال ..انت رجلي و لن يمسسني سوء بوجودك ابدا يا امير ..ابدا ..تجرحني كثيرا لكنك لن تتخلى عني ..دائما ما تكون معي في اللحظات الصعبة ..دائما ما تحيط بي ....تطوقني بحنان غريب و تبعد عني كل ما يؤذيني .
هل تذكر تلك الليلة التي مرضت ؟ كان الوقت متأخر ..كنت اتوجع بقوة ... اخذتني الى المستشفى ..كنت المح في عينيك رقة و حنان ..كنت خائف علي يا امير ..
كنت اتمنى ان يزداد وجعي لأرى مزيدا من الحب و الخوف في عينيك ...اذكر انهم اعطوني ابرة منومة ..فقدت توازني حينها احتضنتني بين ذراعيك بقوة كي توصلني الى المنزل ...هل تذكر يا امير ؟؟
هل تذكر كم من مرة حاولت ان اضع حدا لحياتي ؟؟
كنت اخشى الابتعاد عنك ..اخشى الحياة من دونك ..حاولت الابتعاد لكني لم اتمكن ..نار قربك اخف وطأة من نار بعدك يا امير ..لم اكن اتحمل بعدك عني ..كنت اموت في كل يوم يمر دون ان اراك..ان اسمع صوتك ..لم اكن اتحمل فكرة الفراق يا امير ..كنت اتمنى الموت ...الجحيم ..على بعدك ..الا تشعر كم انا ضعيفة من دونك ؟ الا تشعر كم انا بحاجتك ؟
..احتاج اليك يا امير ..اه كم يؤلمني هذا الاحتياج !..اريدك بجانبي ..حتى لو كنت ظالما ..احتاجك يا امير ..
ايعقل ذلك ؟؟
***
فتحت الصندوق ..فوجدت رسالة ..رسالتك يا امير ..قرأتها مرات عديدة لم افهم الحالة التي كتبت فيها ..قرأت في رسالتك بعضا من الشوق ...و الندم ...و الخيبة...و نهاية ..
دائما ما تكون مشاعرك مزيجا من هذا و ذاك ..لم يكن حبك لي خالصا يا امير ..و لا خيانتك ايضا ...هل تذكر ؟
"اقسم لك انك لن تندمي على شيء ان قراتي هذه الرسالة "
"اتمنى ان تقرايها ان كنت تحبيني فعلا "
خطا ارتكبته و اعترفت به وليس لديك الحق ان تفعلي كل هذا ...انت اغلى ما املك ...تمنيت اشياء كثيرة في حياتي و حققتها معك ..معك احسست اني رجلا ..علمتيني ان احب ..احييتي قلبي..اول شيء حدث يوم رايتك هو حبي لك ...حبي الذي كان صعبا و عذبني كثيرا ..اسعدني و عذبني ..عذبني لاني تألمت من اجلك من جهة والداي و من جهة جميع عائلتي ..لكني انتصرت عليهم بحبي الكبير لك ..عندما احسست انك تحبيني و تحتاجيني ..كانت اجمل قصة حب ..جعلت جميع الناس يسعون لتفريقنا لم احب فتاة غيرك يوما ..لم اخدعك ..لن اكرهك ..في الحقيقة ليس على قول هذا لاني سأموت ..سأكون ملكك و انا في قبري ..ستكون قصة حب جميلة و خاتمتها ستؤثر على جميع الناس ..اعرف اني سأموت ..ويموت السر الذي قتلت نفسي لأجله ..ساترك لوالداي ورقة تبين اني قتلت نفسي لاني لا املك الحظ في الحياة ..لن اؤلمك لا تخافين ..سأتحمل عذاب الرب و لا اتحمل فراقك ...
شيء اخر اريد قوله ..اهتمي بنفسك و ان بقي لك امل في الحياة اطلب منك ان تحافظي على وعدك لي ..برهني لجميع الناس انك تحبيني ..حتى وأنا غير موجود في الحياة ..
شيء اخر ..ان قدر الله و كنت مع رجل غيري سمي ابنك باسمي و ان كانت بنت سميها باسم والدتي ..ارجو ذالك .
لا احد يعلم متى ستكون نهايته ..لكني اعلم ان حياتي بدأت يوم عرفتك و ستنتهي اليوم . في جانفي 2011 على الساعة التاسعة مساءا ..سأكون في عالم اخر ..لا اريد شيء غير ان ترجعي لي و نكون مع بعض
امير حبك الاول و الاخير
ساترك كل شيء ورائي و افعل كل ما في قلبي ..شيء يتركك سعيدة من بعدي و يؤكد لك حبي
ضحيت بحياتي لما حبك لي انتهى
انهيت حياتي لما حبك لي انتهى
زاد حبي لك لما حبك لي انتهى
ساحبك و انا لست في الوجود
"الى ام حياتي "
هل تذكر الرسالة يا امير ؟ ...
رسالتك التي حطمتني ..كنت متأكدة اني سأنهي حياتي ان حدث لك مكروه ..كنت متأكدة اني لن اعيش في عالم لم تعد فيه موجود ..كنت خائفة ..خائفة جدا يا امير لم يكن بمقدوري التحمل ..من اني كنت متأكدة انك لن تفعل ..دمعت عيناي وأنا اقرا الرسالة ..
احيانا اشعر انك كالطفل صغير ..تحتاجني كما احتاجك ..
اعرف مشكلتك لكني لا ادرك اسبابها ..اعرف انه لا قدرة لك..
اعلم انه غصب عنك ..غالبا ما تتصارع مع نفسك يا امير وكان بداخلك انسان اخر يحارب من اجل الخروج لكن لا قدرة له ..
متأكدة انك تدرك ذالك جيدا ..طالما حاولت اخفاءه يا امير ...اشفق عليه ..حارب معه ..ساعده ..استسلم له يا امير ...احتاجه كثيرا...احتاجه تماما كما تحتاجه تماما ...ساعده و ساعدني يا امير ..احتاج اليه ...هل تذكر من هو ؟؟
الانسان الذي كنت اتحدث اليه في وقت متأخر من الليل ..في كل مرة كنت تموت من التعب و تود الخلود الى النوم
..كنت تنام انت و يستيقظ هو ..
كم كان بريئا يا امير ..مسجون بداخلك دون اي ذنب ...هل ذنبه انه بريء ؟ ...
كانت حكاياته كحكايات الاحلام ..كان يخبرني كم يحبني ..كم يحتاجني ..يخبرني انه لا يستطيع العيش من دوني ..كان يحكي لي القصص الجميلة ..احلامك يا امير ..لا يعرف ابدا معنى الكذب ...لا يكذب يا امير ..
كان يروي لي حكاياتك ..تعبك...انشغالاتك..مكبوتاتك ..
.غالبا ما كنت افهمك من خلاله ...كنت ادرك جيدا انه اعماقك ..اعماقك التي تسعى الى دفنها يا امير ...لكنك مهما حاولت ادرك جيدا انك لن تنجح ..سيظهر في كل مرة تتعب فيها ..سيغلبك يوما ما ليتحرر منك..متأكدة انه سيتحرر ..
***
فتحت الصندوق يا امير ...اتعلم ماذا وجدت هذه المرة ؟ ..اغلى شيء امتلكه .. "الخاتم" هل تذكر ذلك اليوم ؟
...
اليوم الذي ضحيت فيه كي تشتري لي الخاتم ..كانت الامطار غزيرة يومها ..هل تذكر ؟ ..كنت امشي انا و انت تحت المطر ...في كل مرة ادخل يدي في معطفك لامسك يدك ..كنت اشعر بالدفء حينها يا امير ..كنت اراقب المطر الذي ينهمر بنعومة ..كانت قطراته كالمغفرة تحاول ان تغسل روحنا يا امير
..لم اكن اعلم اين ستاخذني حينها ..مشينا ثم دخلنا المتجر ..هل تذكر ؟ تفاجئت كثيرا فلم يكن شيء ليعوضك يا امير..لم ادري ماذا افعل حينها ..طلبت من البائع ان يرينا الخواتم و طلبت مني ان اختار ..لم اريد حينها خاتما يا امير ..كنت اريد ان احتضنك بقوة لأخبرك كم احبك ..قلت لك حينها لا اريد ان اختار ..اريدك انت ان تختاره ..اذكر حينها قال لي البائع انتم النساء لا يرضيكم شيء ..احسست بالذنب حينها لا اعلم لماذا ..
اشتريت لي خاتما جميلا يا امير ..لبسته لي و مشينا تحت المطر ..اتعلم ؟ ..ذلك الخاتم اغلى ما امتلكته طوال حياتي ..لا شيء يتقارن مع خاتمنا يا امير ...لا شيء..ابدا .
***
هل تذكر عندما كنا نمشي في الشارع ؟
..كنت دائما تمسكني من يدي ..من ذراعي ..لنعبر الطريق معا ..
لم اكن استطيع العبور وحدي يا امير ..لم اجد يوما حساب المسافة ..كنت دائما سندي يا امير ..كنت تخاف علي من الهواء ..كنت تحميني ..تنقذني في اصعب المواقف ..لماذا تركتني في منتصف الطريق هذه المرة ؟
لم تعد تخاف علي ؟ هل انتهيت مني يا امير ؟
ما طلبت من الله في ليلة القدر سوى ان تكون قدري ..سقفي ..جدران عمري ...لم اكن اطلب شيئا اخر يا امير ..كل ما كنت اطلبه من الله ان يجمعني بك..ايعقل اني اذنبت ذنبا عظيما فخسرتك ؟ ايعقل هذا ؟
لم اكن قريبة من الله كما يجب ..لكني اقتربت منه ..انت الذي قربتني من الله يا امير..غالبا ما كنت ترشدني ..توجهني...تنصحني ..كل ما كنت تطلبه مني كان يقربني من الله يا امير ..
فلماذا لم تتحقق الاحلام ؟
كيف يعقل ان نعيش كل هذا ؟ اتعلم ؟..اخبرتني صديقتي يوما ان الحياة اقصر من ان نتألم فيها ..لو فكرنا بقصرها ما كنا سنتألم يا امير ..ماذا يستحق ان نخسره في هذه الحياة العابرة ؟ ...كل سيلحق حلمه ..دون خوف من المستقبل ..دون قلق ..
لماذا يقلق و الحياة قصيرة الى هذا الحد يا امير ؟..اننا في نهاية المطاف سنموت ...
***
سأخبرك بسري يا امير ...كل ليلة اطفا النور ..اخلد الى النوم ..اتقلب في فراشي كثيرا ..احضن الدب الاحمر ..استلقي لأراقب سقف الغرفة يا امير...
اترقب ضوء السيارات ..كلما شاهدت نورا خافتا يتقدم نحو النافذة استيقظ مسرعة ...اطل من النافذة ..اتعلم لماذا ؟
..انتظر سيارتك يا امير ...افعلها مئات المرات كل ليلة ..اتمنى قدومك حتى من بعيد يا امير ...هل تذكر ؟ ...غالبا كلما كنا نفترق تأتي في الليل يا امير ..
تراقب ضوء غرفتي ..تتفقدني ان نمت او لازلت ..
هل ستأتي بعدما اغادر يا امير ؟ ..هل ستأتي ؟
هل تعلم ؟ اصبحت اجيد التنبؤ بالمستقبل يا امير ..صرت اعلم نهاية القصص الجميلة ...اصبحت ارى العشاق ..فاعرف النهاية...و غالبا ما تصدق يا امير...
غالبا ما تنتهي قصص الحب الاسطورية بمأساة ..اتعلم لماذا ؟
كي تخلد يا امير ...كي يدفع العشاق الثمن ...ثمن تفاصيل القصة ...سيسلك كل عاشق طريق..محمل بالذكريات ..مثقل بالأحلام ..يفكر الف مرة في كل التفاصيل الصغيرة ..يبكي تارة ..ويصرخ تارة اخرى ..يدرك اخطاءه حينها ...يحاسب نفسه ...يعاتبها...يندم ...
حينها يكون انتهى كل شيء ..
سيعود ادراجه ..سيجد نفسه امام مفترق الطرق ..لايعلم اي طريق يسلك ..
لا يعلم اي من الطرق طريق الحبيب ..
حينها سيسال قلبه فغالبا ما يكون القلب افضل دليل ..
ان كان حبه قوي سيسلك طريق الحبيب ..سيجده..و تنتهي القصة ..قصة الاحلام ..بتحقيق الاحلام...و ان لم يجده فسيتوه اكثر ..ولا تتحقق الاحلام ..
***
احب دائما ان ترتبط الاشياء المهمة في حياتي بتاريخ ما ..يكون غمزة لذاكرة اخرى اتذكر فيها كل تفاصيل الماضي ...
يقال ان النسيان نعمة ..كل الناس تنسى يا امير حتى وان لم ينسوا ..سينسوا التفاصيل الصغيرة ..لكني لا انسى شيئا يا امير
...
كل يوم استيقظ و اقول سأنساك اليوم ايضا ...لكن لم يحدث ان نسيت ..
كل يوم من ايام السنة يا امير ..كل يوم يحمل ذكرى ...اعرفها جيدا ..بل احفظها يا امير ..كيف انسى ؟
انا التي كنت اخاف النسيان يا امير ...كنت اكتب عن كل يوم ..ذكريات كل يوم ..فقط كي لا انسى ..
اجد نفسي الان اسيرة هذه الذكريات ..تقتلني الذكريات يا امير ...تقتلني ..
***
افتقدك ..افتقدك بشدة ..يبدو اني متورطة بك اكثر مما كنت اظن ..لكني لن اطلب العودة ..لاني ادرك جيدا انني انتهيت ...انتهيت من نفسي يا امير ..
هل تعلم ؟ ابكي بحرقة ..جفت دموعي يا امير ..شيء بداخلى يقتلني ..يحطمني ..اريد ان اتصل بك ..اريد ان اسمع صوتك ..لا استطيع ..اعلم انك ستؤلمني ..الى متى ؟ الى متى يمكنني الصمود يا امير ؟
مؤلم جدا ما بداخلي ..اموت حرقة يا امير ...
هل جربت ذلك الاحساس يوما ؟ احساس انك تضحك ..فتبكي ...في نفس اللحظة يا امير هل تذكره ؟
كانت اخر مكالمة بيننا ..كنت احدثك و انا اشعر انك تحيط بي ..
طوال الليل بجانب منزلي يا امير ..قلت لي انظري كل الناس نائمون ..ليس هناك مستيقظ سوانا ..انا و انت ..
كنت انظر من على علو المنازل ..كنت ارى اضواء المنازل المطفأة ..ورأيت ضوء سيارتك يتسلل الى غرفتي ..ينير قلبي ...
شعرت حينها بإحساس لم اشعر به منذ مدة طويلة ..
شعرت بالاطمئنان ...
كان الاسير يومها ...تغلب عليك يا امير ...
اخبرني بأنك تتألم ..تتوجع..اخبرني انك ضعيف ..انك تقاوم ..
غالبا ما كنت تدعي انك قوي ..انك رجل ..تتحمل كل شيء ..
اعلم ذلك جيدا يا امير ..اعلم انك تتحمل اي عذاب في الدنيا ..لكن لن تصمد طويلا ...احاول ان اضع نفسي مكانك ..اموت يا امير ..
كنت تدعي السعادة يومها ..كنت تحاول ان تقنع نفسك انك بخير ..ان كل شيء على ما يرام ..لكنه لم يكن كذالك يا امير ...
طلبت مني ان اذهب معك الى البحيرة ..كانت الساعة الثالثة صباحا ..
شيء بداخلي كان يدفعني يا امير ..لكن ما الفائدة ان نلتقي ان كنا سنفترق ؟ ..
حينها شعرت بكثير من الحزن يتسرب الى نفسي ..مزيجا من الحزن و الفرح ..فرحت لرؤيتك يا امير ..وأنت تنزل من السيارة ..لتقف امامي ..تنظر الي ...بكيت حينها يا امير ...هل تذكر ؟ ..
هل تذكر تلك الليلة ؟ ...ليلة الاحلام ...الليلة التي تلتقي فيها الارواح ..الليلة التي تسقط فيها الاقنعة ..و الاعظم من كل ذلك ..يتحرر الاسرى ..
كم يلزمني من الاكاذيب كي اواصل الحياة وكأنك لم تأتي ؟ ...كم يلزمني من الصدق كي اقنعك اني انتظرتك حقا ...فكرت كثيرا ليلتها يا امير ..كنت في حيرة من امري ..صراع بين قلبي و عقلي ...
لكنك تعرفني يا امير ..غالبا ما كنت اؤمن ان قرار القلب هو الصائب يا امير ...اغمضت عيناي بأمان و اطمئنان ...سرت كالأعمى خلفه , برغم يقيني التام ان طريقه لن يؤدي إلا الى الضياع ..وان دروبه لا تنتهي إلا بمأساة ..
قررت حينها ان ارجع اليك مثل كل مرة ..
ان اترك كل شيء خلفي ..
ان الحق قلبي و الحقك ...
اذكر اني سألتك ليلتها يا امير ...سألتك ان اتيت يوما ووقفت امامك و اخبرتك كم احبك و كم انا بحاجتك ..ماذا ستفعل ؟
هل تذكر ماذا قلت ؟
قلت انك ستضمني بقوة .. كنت انتظر تلك اللحظة يا امير ..كنت سأقف امامك ...ساترك الدنيا لألحق ..لأخبرك كم انا احبك ..لكنك ايقذتني من غيبوبتي يا امير ...
عندما استيقظت انت و نام الاسير ...عدت لطبيعتك ...
لتفتك بي ..تدمرني...لتعيد غرزي بآلاف السكاكين دون ادنى شعور بالرحمة ...
لم ترحمني يا امير ..هل تذكر ماذا فعلت ؟
اشعر بالخيبة ...قد لا تفهم مشاعر الخيبة يا امير ..لكن المرارة تكاد تقتلني ..
افهم اليوم بأننا فعلا من نجلب الاقدار يا امير ...انا التي رضيت ان تفعل بي كل هذا ...انا التي جعلتك تتمادى في ايذائي ..
هل تضن ان عتبي كبير ؟ لا ..فقد تجاوزت مرحلة العتب بكثير ..
لم يعد في اعماقي ما يكفي من مساحة للعتب ...صدقني لقد تجاوزت مشاعر العتب ..
لن اسامحك يا امير ..لقد تجاوزت حدود خيبتي ...صدمتي بك اكبر بكثير من ان تعد مجرد خيبة ..اليوم خيبتي بك كبيرة ..
***
اذكر يوما..يوما من تلك الايام التي قهرتني فيها يا امير ..الايام التي كنت فيها هنا ..بقربي ..في منزلك ..
حرمتني من رؤيتك ..
كنت ترفض الكلام معي ..
ترفض رؤيتي ..
ظلمتني كثيرا حينها يا امير ..كنت اتعذب ..
كنت اشعر بنار في داخلي ..
تحرقني ..
تدمرني..
غبت اسبوعا كاملا عن المدرسة ..كانت ايام ديسمبر الباردة ...
كنت اقف بقرب منزلك يوميا ..اراقبه من بعيد ..اتمنى ان المحك..ولو لثانية ..
كنت اموت من الوجع حينها ..كنت اشتاق لك ...
لحقت بي صديقتي مرة..لتوقظني من غيبوبتي يا امير ...لتذكرني كم انا مسكينة...كم انا غبية ..الحق رجل يعذبني...يحطمني ....رجل لا يفكر إلا بنفسه ...رجل لم يشعر بوجودي يوما ...
كانت كلماتها كالسكين يا امير....تجرحني...سقطت حينها ارضا ..بكيت كثيرا يا امير ...
كنت اتوسل اليك ان ترحمني ...ان تشفق علي ..كنت اطاردك من مكان لأخر ..وأنا اتوسل اليك ان تستيقظ ..ان تتوقف عن ايذائي ..لكنك تركتني يا امير ...وعندما ادركت ذلك و ابتعدت عنك ..وأحسست انك اصبحت انسانا اخر ..انك لم تعد تشعر بي ..انك تخليت عني ..و عزمت على البدا من جديد ...مثل كل مرة...رايتك امامي يا امير ..هل تذكر ؟
كنت انا و صديقتي ..لحقت بي و امسكتني من ذراعي بقوة..وأخذتني معك ..كنت اموت حينها يا امير..
لماذا تفعل بي هذا ؟
تتركني لتقنعني انك تخليت عني و عندما اقتنع و استسلم تعود لتدمرني ..لماذا تفعل بي هذا في كل مرة ؟ لماذا يا امير ؟
اتعلم ؟
اكره نفسي ..اكره حبي لك و لا قدرة لي على كرهك ..
قهرني هذا الحب ...قهرني لدرجة اني لم اعد افكر بشيء غيره ...اصبحت اشعر و كأنك تدفعني الى الرحيل دفعا ...
ادرك انك عالق بهذه العلاقة مثلي تماما ...اشفق عليك في بعض الاحيان ..على الرغم من قسوتك ..إلا انني افهم كم انت تعاني ...
اكره علاقتنا يا امير ..
اكره اذلالك لي ..
وإيذاءك لي ..
ومغفرتي لك ..
وولعي بك ...
نحن مريضان ..مريضة انا بك ..و مريض انت بكل ما يربطك بالدنيا ...عرفتك و في اعماقك الف حرب و حرب ...ولم يكن في داخلي سوى فراشة صغيرة تطوف حول زهرة ...
كيف يشوه انسانا انسانا اخر بهذا الشكل ؟
كيف تجعل مني امرأة بائسة ؟
من الغريب ان اصف نفسي بامرأة بدلا من فتاة ..لطالما كنت فتاة قبل لقاءنا ..لكني اصبحت امرأة ...من خلالك يا امير ..
***
هل تعلم يا امير ..لم اعد اشعر بنفسي ..لم اعد ادركها ..اصبحت الان لا افرق بين سعادتي و تعاستي لأنهما في الحقيقة احساس واحد يا امير ..لم يعد يهمني شيء في حياتي ..ولا شيء ...لم يعد هناك شيء اخسره ...ربما لهذا السبب اصبحت اغمض عيناي و اتجه نحو الهاوية ..بلا ادراك ..بلا شعور ..اصبحت افكر في الدقيقة الف مرة ..افكر في ايجاد حل لهذه المأساة ..لكني اجد نفسي في دائرة مغلقة ..مغلقة للغاية يا امير ...اجد نفسي بين نارين ..نار قربك ..ونار بعدك ...كلاهما تحرقني يا امير ...لا مخرج ..
هل تذكر اول شجار لنا ؟ ...وعدتني حينها انك ستذكرني بها بعد خمس سنوات ..و كأنك كنت تدرك اننا سنفترق بعدها ..هل خططت لهذا الشيء يا امير ؟ ام كانت اشارات القدر ؟
حتى اخر صور التقطناها مع بعض ..هل تذكرها ؟ الصور التي التقطتها انت ...كانت اخر مرة نكون فيها مع بعض ..ايعقل ذلك ؟ هل كانت اشارة قدر اخرى ؟
هل تذكر اول لقاء لنا ؟ ...كان يوم عيد ميلاد صديقك ..ذهبت انا وأنت ..كان يوما جميلا ...امضينا وقت رائعا ..كنت اشعر وكأني زوجتك وسط كل الناس ...اطعمنا بعضنا حينها ..هل تذكر ؟
هل تذكر كم سافرنا مع بعض ؟ كل المدن القريبة يا امير ..كنت تمسك يدي طوال الطريق ...و عندما نصل ..نمشي و نمشي حتى نموت من التعب يا امير ...هل تذكر ؟
هل تذكر الزفاف الذي حضرناه مع بعض ؟ لازلت احتفظ بالحلوى التي اعطيتني اياها حينها .. لازلت احتفظ بكل قطعة منك يا امير ...ملابسك ..رائحتك .. رسائلك ... صورك... كل شيء يا امير ...كل شيء .
***
اعتدت ان اقضي اعيادي معك يا امير ...لطالما كنت هدية عيدي ..
طالما كنت ارى في خوف النساء من تقدم العمر ما يثير السخرية ...
طالما امنت بان المرأة تغدو اجمل كل ما تقدم بها العمر ..إلا انني بت اخشى الكبر فجأة يا امير ..
بعدما تخليت عني ..بت اخشى ان اكبر من دونك ..او ان اكبر مع غيرك...لا رغبة لي ان اكبر مع غيرك يا امير ..لكني اكبر و اكبر من دون ان يتغير شيء ...من دون ان يستجد شيء ..او ان يتحقق شيء ...و انت كما انت تعيش بلا خوف... و كأنك رجل لا يكبر ..
حاقدة انا على على مصيرنا و اقدارنا ..حاقدة على نفسي و عليك ..
قل لي يا امير كيف لي ان اتجاوز كل هذا..لأعود كما كنت؟
..
اتعرف يا أمير ..اتعرف اننا حين نتغير لا نعود ابدا كما كنا؟...اتعرف بان اعماقنا تتشوه ؟
***
تمر بأيام تشعر فيها ان كل شيء يثقل على صدرك ..الذين يحبونك ..و الذين يكرهونك...الذين يعرفونك ..و الذين لا يعرفونك ..
تشعر بالحاجة الى ان تكون وحيدا ..كغيمة ..ان تعيد النظر بأشياء كثيرة ..ان تعود الى ذاتك مشرقا ...لتنبشها و تواجهها بعد طول هجر ..ان تفجر كل القنابل التي تسكنك ...
تصاب بالاكتئاب فتشعر بتفاهة الاشياء حولك ..و تزهد بكل طقوس الحياة المحيطة بك ..و تفقد الاشياء اهميتها لديك و يخيل لك ان الحياة توقفت عن النبض ..
و تتساوى لديك الامكنة و الاوقات ..
و تبقى وحيدا ..
تبقى بعيدا ..
لا شيء معك سوى احساسك المقيت ..
و تفشل كل محاولاتهم لانتزاعك من وحدتك ..
و قد تبقى في دائرة الاكتئاب فترة طويلة ...فتغيب شمس الامل ..و فجأة تغيب معها قابليتك للحياة ...
***
انا بحاجة ان اروي لأحد ما حل بي ..لكننا لا نعرف كيف نروي الاحلام عندما نستيقظ منها ..لا شيء يشبه ما نعيشه عادة اتدري ؟؟
اؤمن الان ان الحب اضعف من ان يخلق المعجزة ..او ان يغير قدرا او مصيرا ..الحب لا ينتصر في كل معاركه يا امير ...يخسر الحب
..يضعف ..
ينهار ..
و احيانا يموت ...
لكنه لا ينسى بكل حالاته يا امير ..انتظرت ان تنقذنا معجزة ..لكن المعجزات لم تعرف طريقنا ..فتباعدت خطانا عن بعضها البعض و اصبح لكل منا مصير مختلف و ارض بعيدة و طريق جديد ...
كما يأكل القط صغاره ..و تأكل الثورة ابناءها ..يأكل الحب عشاقه ..يلتهمهم و هم جالسون ..
لسنوات يظل العشاق حائرين في اسباب الفراق ..يتساءلون من دس لهم السم في تفاحة الحب لحظة سعادتهم القصوى ...احيانا يكون الحب هكذا يا امير ..
صدقني ما النسيان إلا ادعاء ..ندعي النسيان لنقنع الاخرين و انفسنا بأننا قادرون على المضي قدما ..و على ان يكون في حياتنا اشخاص جدد و عوض جديد ..و حياة اخرى ..ندرك جيدا انها ستضل ناقصة ..لكن الموت في الحقيقة لا عوض له ..كخسارتك ...ففقدانك لا يعوضه مال .. ولا زواج...و لا ولد ..نحن لا نفقد سوى ما نخشى فقدانه ..اليوم اعرف جيدا كيف يكون الفقدان ...و ما يخلف بعده من حطام و دمار .. هل تعلم ان المرأة توجد مرة واحدة في عمر الرجل ؟ ..و كذلك الرجل في عمر المرأة ..و عدا ذلك ليس إلا محاولات للتعويض ..
احاول اليوم ان اكتب لأنتهي منك ...لن ادعي قوتي امامك ..سلبتني قوتي ..قررت ان اتحمل وحدي هذا الصراع ...اتحمل وحدي النتيجة التي اعرفها اكثر مما اعرف اي شيء اخر
اقدارنا لم تعد تعنيني يا امير ..لم يعد يعنيني فهمها ...ولا تغييرها ...كل ما يعنيني الان ان ارتاح و اهدا
يحق لي بعد هذا الوجع ان ارتاح ..يحق لي بعد هذا الغضب ان اهدا ...ان استكين ...ان اطمئن ...ان انسى و امضي قدما ...اشعر احيانا بأنك تفعل ما تفعله بي فقط كي لتقهرني ...لتنتقم من كل شيء يخالجك من خلالي ...تجرم بي بلا ذنب و من دون سبب تجردت من نفسي ..انسلخت عن شخصيتي ..امارس ادوارا لا تتناسب معي ...اتحدى المشاعر بداخلي بقوة ..اعاملهم بقسوة ..اغرس سهامي بكل اتجاهاتهم ...اغلق اذني اما صرخاتهم ...لا ارى ...لا اسمع ...لا اشعر ..سوى بنفسي ..نفسي الجديدة ..كي اثار بكرامتي ..التي هدرت باسم الحب
اعترف لك ...لقد تعبت ..
لم يعد طوق النجاة يعني لي شيئا ..
اصبح الغرق بعيدا عنك ارحم من النجاة بقربك ..فلم يمنحني قربك ..سوى مزيدا من الحزن ..و مزيدا من الالم ..و مزيدا من الانكسار ...
تعلمت ان لا اقاوم اقداري ...ولا احاول التهرب منها يا امير ..
لا قدرة لنا على الفرار من مكاتيب كتبت ...و اقدار قدرت ..و حياة رسمت
...
اصبحت راضية منتظرة ان اصل الى نهاية الطريق ..وان يغلق ملف القدر ...و ينتهي كل شيء ..
لكني ادرك جيدا اننا لن ننتهي ....لن ننتهي يا امير ...احبك ...